كثيرة
هي الأمنيات التي يتمنى الأفراد تحقيقها في مسيرة حياتهم، فمنهم من يصل في نهاية المطاف
إلى تحقيقها، ومنهم من يحقق جزءًا يسيراً منها، والبعض الآخر تتبخر أحلامهم وسط زحام
الحياة، وبينما نلهث وراء تحقيق أحلامنا يشكو بعضاً منا من تعرضه للنصب والاحتيال مما
يعرضهم لخسائر مادية كانت أو نفسية أو جسدية.
والنصب
هو استخدام فن الخداع والاحتيال واستخدام وسائل الكذب حيناً والتزوير في المستندات
أحيانا أخرى، ووسيلة للربح السريع.
ومن
أغرب وقائع النصب التي حدثت، قصة الرجل الذي اشترى "ترام" القاهرة أو (الترماي) كما يطلق عليه أهل مصر، هي
قصة حقيقية دارت أحداثها في منتصف القرن الماضي، عندما أقنع نصاب أحد اللاهثين
وراء أحلام الثراء السريع بشراء "ترام" القاهرة ليكتشف في نهاية المطاف
أنه كان ضحية نصب واحتيال، وأصبحت مضربًا ومثلًا في النصب أحيانًا والتندر أحيانًا
أخرى. ولكن الأغرب منها عندما نكتشف أننا لا نختلف كثيرًا عن ذلك الرجل من منتصف القرن الماضي لنكتشف بأننا أيضًا ممن اشترى
"الترماي".
قد
نظن أن النصب ينتج أحيانا لطيبة وسذاجة من يتم النصب عليه، ولكنه في واقع الأمر نتيجة
لتفكير وتخطيط محكم ومهارة عالية يتمتع بها من يمارس النصب، فيلامس الوتر الحساس للضحية
بتحقيق آمال زائفة وارباح سريعة لا تتماشى مع واقع الحياة.
وإذا
ما نظرنا حولنا فسنجد أن قصة "الترماي" تتكرر في حياتنا بصفة يومية ولكن
تحت مسميات أخرى، مثلما إذا تعرضت للخديعة وكنت ضحية لمكيدة أو مؤامرة، أو صُدمت في
شخص عزيز لديك لتكتشف بعدها زيف العلاقة التي بدأت بابتسامة ووعود كاذبة وثقة ذهبت
أدراج الرياح. أو أن أعز اصدقائك قد غادر عند أول اختبار.
أو إذا احسست بالخداع وأنت تحاول الحصول على توظيف
لأموالك واستثمارها واكتشفت أن هدف الحصول على أموالك هي وظيفة من ينصب عليك، أو إذا حاولت
الحصول على تأشيرة لدولة ما واكتشفت أن أموالك هي من حصلت على التأشيرة وغادرت على
أول رحلة وما زالت أنت على قوائم الانتظار.
إذا
اكتشفت أن حصاد حياتك هو السراب، فتأكد أنك أحد أولئك الذين اشتروا "الترماي".
إنَّ
أسواء ما يمكن أن يحدث لنا، عندما يمضي قطار العمر سريعًا وتكتشف أخيرًا أنك أنت من اشترى
"الترماي".
جميع
حقوق الطبع والنشر والنسخ محفوظة للكاتب
الترام دا صغير شوف لينا واحد كبير شوية
ردحذف