مقال هزلي ساخر:
عجيب هذا الزمان الذي أطل علينا "برجال" لم
يتجاوزا فقط حدود المنطق في تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حسب الأهواء
فقط، بل تجاوزا كل حدود العقلانية في قلب
الكلمات وتحريفها، فالبعض في خطبه الجماهيرية فسر أية القصاص تفسيرًا فاق
في مكره وابتكاره اشهر الحياكين خبرة ومهارة ليصنع له ثوبًا عساه يستر عيوبًا عظمت
حتى صارت نجومًا في كبد السماء لا سبيل
لاخفائها إلا بقتل الناظرين إليها.
ولأن زلات اللسان تأبى إلا أن تأتي تباعًا، على شاكلة
"ضبح الشاي" و"شرب البقر". جاء هذا المقال هزليًا
بالدرجة الأولى ساخرًا مما وصل إليه حالنا، ولأن الوضع فاق حدود العقل
والمنطق، كان لا بد من تناول هذا الموضوع بالهزل تارة والسخرية تارة أخرى. للوقوف
على التفسير المقاصدي لتلك الألفاظ.
· يذكر البعض أن كلمة "ضبح الشاي" ليس
المقصود بها الشاي الذي نرتشف منه عدة مرات يوميًا، ولكن بالعودة لكتب تفسير الأحلام
وجد أن المقصود بها في لغة أهل "ستات الشاي" (الشاة) حيث
ينطقونها (شاي) بتحويل التاء المربوطة إلى ياء، وهذا ما ذكره وأكد عليه عدد من
خبراء شرب الشاي، وبذلك يتضح بعد مراجعة تلك المصادر الموثوق منها أن التفسير
المقاصدي لكلمة "ضبح الشاي" ما هو إلا (ضبح الشاة) بلغة أهل "ستات
الشاي". اذن فلا حرج في استخدام الكلمة وهي صحيحة مائة في المائة.
· وفي الاتجاه المعاكس تمامًا نجد كلمة "شرب البقر"
ولتوضيح المعاني المقصودة كان لا بد لنا من استخدام علم
المنطق للوصول إلى التفسير المقاصدي من وراء كلمة "شرب البقر".
فالأبقار يستخدم منها لبنها ودماؤها للشرب، وحسب ما
ذكرته بعض المصادر العلمية ومنها قناة (ناشيونال جه ومشى) أن قبائل الماساي تشرب
دماء الأبقار، وهذه حقيقة مثبتة، كما أن نسبة كبيرة من البشر تشرب لبن
الأبقار، إذن نخلص لنتيجة علمية هامة أن بعض البشر يشربون لبن الأبقار ودماؤها أيضًا.
وبالعودة إلى علم المنطق، وتحديدًا لنقطة الجزئيات
والكليات، فإن ما ذكر بأن شرب الأبقار يعتبر صحيحًا مائة في المائة من حيث أن من
قال بذلك أطلق الجزء وهو يقصد الكل. فالمعلوم لدى الجميع أن البقر (كل)
لا يتم شربها ولكن يتم شرب لبنها ودماؤها كما ذكر عند الماساي، (جزء).
نخلص إلى أن الكلمات المستخدمة "ضبح الشاي"
و"شرب البقر" صحيحة مائة بالمائة خاصة بعد الرجوع إلى التفاسير السابقة
وأراء المختصين بهذا الشأن وهي كلمات لا غبار عليها من حيث الاستخدام.
تم تقديم هذا المقال إلى جمعية (شر البلية ما يضحك)، لنيل
الضحكة والبسمة من قارئ المقال الكريم.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق