كثيرة هي المصاعب والمتاعب التي تواجه الإنسان
في حياته، كيف لا والإنسان منذ مولده وحتى مماته وهو في حركة دائبة، يكافح من أجل البقاء، ويصارع من أجل تحقيق الأفضل لحياته وحياة أقرب المحيطين به، ولكني لاحظت أن هناك ثلاثة أنماط يختارها الأشخاص في مواجهة متاعب الحياة:
الأول: يلجأ إلى مواجهتها والعمل على اكتشاف الحلول لها. (إيجابي)
الثاني: يستسلم للأمر الواقع، ويتقبل معاناته، ويتحملها ويصبر على قسوتها. (سلبي)
الثالث: يلجأ إلى الخيار شمشون. (يأس)
وأقصد بالخيار شمشون، قصة شمشون الجبار التي لها أصول في العهد القديم، والكتاب المقدس، وتناولها عدد من الكتّاب، ومخرجي الأفلام السينمائية بالمعالجة الدرامية، وتنتهي حياة هذه الشخصية بأن يقوم بهدم المعبد عليه وعلى كل الموجودين بداخله، مما يؤدي إلى وفاتهم جميعًا.
وهذا ما يقوم به البعض منا عندما يتسرب اليأس إلى حياتهم، فيسارع إلى التفكير بإنهاء حياته "انتحارًا" والعياذ بالله، ظنًا منه أن في هذا الاختيار الحل الأكيد لكل ما يواجهه.
وللأسف الشديد نطالع في كل يوم تقريبًا أخبار الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي من مختلف انحاء العالم، لأخبار مصورة لمحاولات انتحار متعددة ينجح البعض منها ويفشل البعض الأخر، بل إن الأمر يصل إلى أبعد من ذلك، فمنا من يتخذ حرفيًا من "الخيار شمشون" قرارًا فيقوم ليس فقط بإنهاء حياته، ولكن يبدأ بإنهاء حياة أطفاله فلذات أكباده، وأقرب الناس إليه، فيهدم المعبد على من فيه، ويكفي أن نعرف أن حوالي المليون شخص ينتحرون سنويًا على في العالم.
إن الايجابية في مواجهة كل مصاعب الحياة لهي أمر جيد يجب أن نقتدي به في حياتنا، وعلينا أن نعرف أن كلنا جميعًا نواجه نفس المصاعب، ربما ليس بنفس الدرجة وإنما بدرجات متفاوتة، لكن لمواجهتها علينا التحلي بالإيمان بالله أولًا، ثم التفكير الإيجابي سبيلا لمواجهتها، والأهم من كل ذلك عدم الاستسلام لليأس، والعلم بأن مصاعب الحياة لن تنتهي، والقناعة بأن الإيجابية افضل طريقة لمواجهتها.
نحن في هذه الحياة لنعيشها، بكل ما فيها حلوها ومرها، ومطالبين بعمل خيارات واتخاذ قرارات لنعيشها بأفضل صورة ممكنة، ومما لا شك فيه فإن قراراتنا واختياراتنا خاصعة لمحاسبة الأعراف، والتقاليد، والقوانين، وأولا وأخيرا وقبل كل شئ سوف يحاسبنا الله عز وجل عليها، ومهما تطرفنا في خياراتنا يبقى الخيار شمشون ليس اختيارا، إنما هو انتحار.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق