الحوادث المرورية ومخاطر الاصابة بالإعاقة - مدونة أحمد همام الحوادث المرورية ومخاطر الاصابة بالإعاقة | مدونة أحمد همام -->

الحوادث المرورية ومخاطر الاصابة بالإعاقة

منشور في مجلة المنال ابريل 2016
رابط المقال 
https://shortest.link/1nSx 

قد يتغافل البعض عمّا تسببه الحوادث المرورية من إعاقة جسدية تصيب مستخدمي الطرق سائقين كانوا أم مشاة، ويخطئ من يظن أنَّ الإعاقة هي فقط نتيجة لأسباب خلقية ووراثية، متناسين أهم الأسباب المكتسبة والتي تؤدي إلى إعاقة دائمة مثل بتر الأعضاء أو إصابة بشلل نصفي أو كامل الجسد نتيجة التعرض للحوادث المرورية، فهل حقيقة تتسبب الحوادث المرورية في إعاقة دائمة للأفراد؟ وما نسبُ الإعاقة التي تنتج عن الحوادث المرورية؟ وما الجهود التي تبذلها الدول للحد من الحوادث المرورية؟ وما دور التوعية المرورية للتعريف بمخاطر الحوادث المرورية وزيادة وعي الأفراد؟

تعد مشكلة الحوادث المرورية من أهم وأخطر المشاكل التي تواجه المجتمعات على مستوى العالم حیث أنها تستنزف قدراً كبيراً من الموارد البشریة، كما أنها تتسبب في خسائر اقتصادية، وآثار اجتماعية كبيرة.

وأهدف إلى تسليط الضوء على ما تسببه الحوادث المرورية من خسائر في الأنفس والممتلكات، وإلى زيادة وعي الأفراد والمجتمع بخطورة هذه المشكلة وما ينتج عنها من وفاة وإصابات بليغة وإعاقة، حيث تعد الحوادث المرورية من أهم الأسباب المكتسبة التي تؤدي إلى الإصابة بالإعاقة.

وقد أشار الدكتور عبد الله محمد الصبي أخصائي طب الأطفال ذوي الإعاقة في دراسة منشورة على موقع (اطفال الخليج ذوو الاحتياجات الخاصة)، أن هناك ثلاثة أسباب رئيسة للعوق الحركي هي:

  • أسباب خلقية.
  • أسباب وراثية.
  • أسباب مكتسبة، ومن أهمها حوادث السيارات.

إذن فالتعرض للإصابة بالإعاقة ليس فقط لأسباب خلقية أو وراثية، ولكنْ هناك أسباب مكتسبة من أهمها حوادث المرور، وما قد يتعرض له الأشخاص من وفاة أو إصابات بليغة وإعاقة دائمة.

وقد تم البدء في الاحتفال باليوم العالمي لذكرى ضحايا حوادث المرور على الطرق في عام 1993 من قبل جمعية السلام على الطرق (وهي مؤسسة خيرية وطنية في المملكة المتحدة لرعاية ضحايا حوادث المرور على الطرق)، والذي اعتمدته الأمم المتحدة في تشرين الأول / أكتوبر 2005 كيوم عالمي يتم الاحتفاء به في العالم أجمع في الثالث من نوفمبر من كل عام. والهدف من هذا الحدث العالمي السنوي هو الدعوة إلى تذكر آلاف الأفراد ممن يلقون حتفهم أو يصابون نتيجة تصادمات المرور على الطرق كل يوم.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن حوادث الطرق هي ثاني الأسباب الرئيسة للوفاة بين سكان العالم، خاصة في المرحلة العمرية من 5 سنوات إلى 29 سنة. كما أنها السبب الرئيس الثالث للوفاة بين سكان العالم في المرحلة العمرية من 30 سنة إلى 44 سنة. وتقتل حوادث الطرق حوالي 1.3 مليون نسمة سنوياً، وتؤدي إلى إصابة وإعاقة 50 مليون نسمة على مستوى العالم حسب ما أشار إليه موقع جمعية الإمارات للسلامة المرورية. وتقدر تكلفة الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق في البلدان النامية بحوالي 65 مليار دولار سنوياً www.emro.who.int/predd releases/2004/no3ar.html.

تعريف حوادث السير:

هناك عدد من التعريفات لحادث السير اختار منها تعريف (البيلي، مصطفى) في كتابه (هياكل المرور ومشكلاته وتحقيق حوادثه، القاهرة، كلية الشرطة بجمهورية مصر العربية، 1986، ص 69) وهو: (كل واقعة ينجم عنها وفاة أو إصابة أو خسارة في الممتلكات بدون قصد سابق، وبسبب المركبات أو حمولتها أثناء حركتها، ويدخل ضمن ذلك حوادث الاحتراق أثناء حركة المركبة على الطريق العام). وأشار د. قاسم أحمد عامر أن هذا التعريف يتميز بإبرازه عدم النية أو التعمد في ارتكاب الحادث المروري، وأن الحادث يقع ليس فقط من المركبة وإنما من الحمولة أيضاً وأثناء سيرها على الطريق.

أسباب حوادث المرور:

في دراسة تحليلية لحوادث الطرق بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة 1999 ـ 2004، من إصدارات مركز البحوث والدراسات الأمنية القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ص 49. فإن التعرف على السبب المباشر أو غير المباشر لحوادث المرور يتوقف على ما يظهر في المعاينة الأولية وتحقيق الحادث وما يليه من خطوات أخرى أهمها إعادة بناء الحادث المروري للوقوف على كيفية وقوع الحادث، وبالتالي استخلاص الأسباب التي أدت إلى وقوعه، ووفقاً للنظام المتبع في كافة إدارات المرور في دولة الإمارات العربية المتحدة فإن أسباب الحوادث المرورية تصنف وفقاً لأهم تسعة أسباب أدت إلى وقوعها وهي:

  • عدم تقدير مستعملي الطريق.
  • عدم الالتزام بخط السير.
  • دخول الشارع قبل التأكد من خلوه.
  • عدم ترك مسافة كافية أثناء السير.
  • عبور الإشارة الضوئية الحمراء.
  • السرعة الزائدة.
  • القيادة بطيش وتهور.
  • انفجار الإطار.
  • أسباب أخرى. (لم يتم استنتاجها من خلال المعاينة، أو لا تندرج تحت الأسباب السابق ذكرها، أو تلك الأسباب التي تمثل أعداداً ضئيلة في مجموعها ومن ثم يتم جمعها وتصنيفها تحت مسمى (أسباب أخرى)).

عناصر الحادث المروري وأنواعه:

أشار د. قاسم أحمد عامر، في كتابه (حوادث السير والمرور وأسبابها وآثارها وسبل الوقاية منها)، مركز بحوث الشرطة – الشارقة 2003 ص 16، 17 إلى أن كل حادث مروري يشمل العناصر الثلاثة الآتية:

  • العنصر البشري: ويشمل السائق والراكب والمشاة.
  • الطريق: وهو كل مكان أعد لسير المركبات أو المشاة أو الحيوان.
  • المركبة: وهي أهم عناصر الحادث المروري.

أنواع الحوادث المرورية:

كما صنف د. قاسم الحوادث المرورية في دولة الإمارات العربية المتحدة كالآتي:

  • حوادث التصادم: وتكون بين مركبة ومركبة.
  • حوادث الصدم: وتكون بين مركبة وجسم ثابت.
  • حوادث التدهور: وهي عبارة عن انقلاب مركبة وأهم أسبابها انفجار الإطارات.
  • حوادث الدهس: وتشمل نوعين: دهس إنسان، ودهس حيوان.
  • حوادث سقوط، كسقوط مركبة في الماء.
  • حوادث الاحتراق أي احتراق المركبة نتيجة للإهمال في وسائل الأمن والسلامة.

أنواع الإصابة في الحوادث المرورية:

أشارت الدراسة التحليلية لحوادث الطرق في دولة الإمارات في الفترة من 1999 ـ 2004 (المشار إليها سابقاً) إلى تنوع الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية كما يلي:

  • الإصابات البسيطة:

تتراوح بين الإصابات البسيطة ما بين الخدوش والسحجات والرضوض.

  • الإصابات المتوسطة:

تحدد الإصابات المتوسطة وفقاً لتصنيف الطبيب المعالج وهي تلك الإصابات التي لا تتعدى فترة التعافي منها أكثر من 21 يوماً.

  • الإصابات البليغة:

تحدد الإصابات البليغة وفقاً لتقدير الطبيب المعالج وغالباً ما يتقرر لتلك الإصابات فترة علاج تجاوز 21 يوماً، وتعتبر إصابات الكسور مثالاً واضحاً للإصابات البليغة، وتعتبر في معظم حالاتها سببا لقعود المصاب عن العمل وخضوعه للملاحظة الطبية طيلة فترة العلاج خشية تفاقم الإصابة أو تضاعفها. ويمكن أن ينجم عن الإصابات البليغة إعاقات مستديمة أو فقدان للأعضاء الجسدية أو معاناة المصاب من مرض مستديم ناتج عنها.

  • الوفاة:

تعتبر الوفاة ناتجة عن الحادث المروري إذا أثبت الطبيب ذلك في تقريره بعد إجراء الفحص الطبي للمتوفى، كما تعتبر الوفاة ناتجة عن الحادث المروري سواء وقعت مباشرة عقب الحادث أو بعد نقل المصاب إلى المستشفى للعلاج طالما ربطت علاقة السببية بين الحادث والإصابة والوفاة. ووفقاً لاتفاقية فيينا فإن الوفاة تعتبر قد وقعت بسبب الإصابة التي لحقت بالمتوفى أثناء الحادث المروري إذا وقعت خلال الثلاثين يوماً التي تلي وقوع الحادث، وتعتمد معظم الدول هذا المعيار للوقوف على أسباب الوفاة وعما إذا كانت قد حدثت كنتيجة للحادث المروري أو لأي سبب آخر خلافاً للحادث.

الاصابات الناتجة عن الحوادث المرورية:

تختلف الاصابات الناتجة عن الحوادث المرورية بحسب وجود الشخص في المركبة وفي أي مقعد من مقاعد المركبة، وكذلك تختلف عند كونه داخلها أم من المشاة وهل كان متبعاً لإجراءات السلامة كربط حزام الأمان أم لا.

واستعرض د. ماهر بن سعد الجديد، (ضحايا الحوادث المرورية من الطلاب)، في مؤتمر التعليم والسلامة المرورية، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، 2006، ص 15 ـ 23) أنواع الإصابات المختلفة الناتجة عن الحوادث المرورية والتي قد تصيب السائقين والركاب والمشاة. وأشار إلى الإصابات الأكثر شيوعاً والتي تؤدي إلى الإعاقة كما يلي:

الإصابات الأكثر شيوعاً في العالم والتي تؤدي إلى الإعاقة:

  •  إصابات وعطب الحبل الشوكي:

تفيد الإحصاءات في معظم دول العالم أنه يتعرض بين 15 إلى 40 شخصاً لكل مليون من السكان سنوياً لعطب في الحبل الشوكي، وتسبب إصابات الحبل الشوكي عطباً عصبياً بحسب المستوى الذي تعرض للإصابة والمعروف أنها قد تحدث عجزاً كاملاً أو جزئياً، هذا بالإضافة إلى المشاكل الصحية التي تصاحب عطب الحبل الشوكي كالالتهابات الرئوية ومضاعفات الجهاز الدوري والقلب، والتقرحات السريرية، والآلام المزمنة وعدم القدرة على التحكم بالمخارج، وعدم القدرة على المشي بسبب شلل الأطراف السفلية والشد العضلي التشنجي.

  •  إصابات الرأس وارتجاج الدماغ:

تفيد الإحصاءات الدولية إلى أن إصابات الرأس وارتجاج الدماغ هي أكثر أسباب الوفاة من الحوادث المرورية وتبلغ حوالي (7: 100.000) ويتعرض حوالي 100 شخص بين كل مئة ألف شخص سنوياً لإصابات الرأس منهم 80% تكون إصاباتهم بسيطة و20% إصابات متوسطة أو شديدة. وكثيراً منهم يعيش بإعاقة.الإعاقات الناتجة عن إصابات الرأس:

    • حركية كالمشي والقدرة على الاعتناء بالنفس.
    • حسية كالقدرة على الشم والسمع.
    • إدراكية كالقدرة على التركيز والانتباه.
    • سلوكية كالقدرة على ضبط النفس.
  •  بتر الأطراف:

الحوادث المرورية هي من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى بتر الأطراف سواء السفلية أو العلوية لدى الشباب. وقد وجد أن 75% من حالات بتر الأطراف العلوية هي نتيجة للحوادث المرورية ويحدث معظمها لدى الرجال في الفئة العمرية بين 15-45 عاماً. أما حالات البتر في الأطراف السفلية فإن الحوادث تعتبر السبب الثاني بعد الأمراض كالسكري. وتبلغ نسبة البتر في الأطراف السفلية بسبب الحوادث 20% من جميع حالات البتر.

  •  الحروق:

الحروق هي من أخطر المشاكل الصحية والتي تنتج عن بعض الحوادث المرورية خاصة عندما يكون هناك عدد كبير من المصابين داخل المركبة وقت وقوع الحادث. ويؤدي الحريق إما إلى تصاعد الأدخنة ووفاة الأشخاص بالغازات السامة أو الحروق الحرارية.

  • كدمات القفص الصدري والقلب والرئتين:

يعرض بعض الأشخاص لكدمات في القفص الصدري مما يؤدي أحياناً إلى كسر في عظمة القفص وتمزق الأعضاء الداخلية مثل القلب والرئتين أو انفجار الشريان الأورطي.

  •  إصابات البطن والأعضاء والأحشاء الموجودة به:

تفيد الإحصاءات الطبية أن الحوادث المرورية هي السبب الرئيسي لإصابات البطن وأعضائه حيث تشكل 85% من مجموع إصابات البطن وتبلغ نسبة الوفيات بسبب إصابة البطن وأعضائه 6% من مجموع الوفيات التي تنتج عن الحوادث المرورية.

  •  الكسور:

يتعرض كثيرٌ من المصابين في الحوادث المرورية إلى كسور بسيطة أو مضاعفة مصحوبة بتمزق الأنسجة المحيطة للعضلات والأعصاب. وتبلغ نسبة الكسور حوالي 2% من السكان حوالي نصفها بسبب الحوادث المرورية. وكسور العظام الطويلة في الجسم قد تسبب الوفاة، وقد تؤدي إلى النزيف الداخلي والوفاة مثل ما يحدث عند كسور عظام الحوض وأحيانا يضغط الطرف المكسور من العظم على الأعصاب الطرفية أو الشرايين ما يؤدي إلى الشلل أو التلف.

  •  الآثار النفسية والاجتماعية:

يتعرض معظم الأشخاص لضغوط نفسية تسمى (الضغوط النفسية ما بعد الحوادث PTSD) وتتمثل في القلق والنسيان والخوف مما يؤدي إلى الاكتئاب.

  •  إصابات أخرى:

إصابات الحجاب الحاجز والأوردة والشرايين في العنق والكلى ومضاعفاتها خطيرة مثل جلطات دماغية وإصابات الوجه وتمزق الأنسجة الموجودة به أو كسور الفكين وغيرها.

إحصائيات الحوادث المرورية في بعض الدول

الحوادث المرورية في الأردن:

في دراسة (تحليل الحوادث المرورية في الأردن لعام 2013، المملكة الأردنية الهاشمية، مديرية الأمن العام ص 67) سجلت حوادث الصدم ما نسبته (94.74%) وحوادث المشاة (3.67%) وحوادث التدهور (1.6%) من مجموع الحوادث الكلیة، وبلغ تكلفة الحوادث المروریة في الأردن (259) ملیون دینار لعام 2013، مما یشكل خسارة یومیة تزید عن ((0.7 ملیون دینار أردني نتیجة الحوادث المروریة، وتعادل الخسائر السنویة للحوادث المروریة ما نسبته (1.2%) من الناتج.

ويتضح من الجدول التالي: أن إجمالي عدد الإصابات لعام 2013 (15954) منها (2258) إصابة بليغة.

al7awadwes-almororia01

ملخص للحوادث المرورية بحسب نوعها وحدتها ونتائجها لعام 2013

الحوادث المرورية في السعودية:

كشفت دراسة علمية حديثة حول الآثار الاقتصادية المترتبة على الحوادث المرورية في المملكة وسـبل تقليصها أعدها متخصصون في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أن نحو 80% من الحوادث التي ينتج عنها إصابات تقع داخل المدن، بينما تقع غالبية الحوادث المميتة على الطرق السريعة بين المدن بنسبة 62% من إجمالي تلك الحوادث على هذه الطرق، مشيرة إلى أن المملكة تفقد سنوياً أكثر من 7 آلاف شخص بسبب الحوادث المرورية، فيما تصل الإصابات إلى أكثر من 40 ألف إصابة، 30% منهم يعانون من إعاقات دائمة. وترجع أكثر مسببات الحوادث إلى السرعة والتوقف المفاجئ وتجاوز الإشارة الضوئية، ومجموعة من العوامل الأخرى مثل ضيق المسارات، والتجاوز الخاطئ، وعدم صلاحية الإطارات، وإرهاق السائق، وعدم وجود إنارة كافية في بعض الطرقات. (وكالة الأنباء السعودية 24/2/2014).

الحوادث المرورية في دولة الإمارات:

ذكر د. قاسم أحمد في دراسة أعدها باحثون في شرطة الشارقة (محرم، سامي وعبد الله، سلطان، الجريمة الاقتصادية المرورية، بحث مقدم لمؤتمر الجريمة الاقتصادية في عصر العولمة، الإدارة العامة لشرطة الشارقة، 2002 ص 8 و9) أن 7% من مصابي حوادث السير خرجوا بعد العلاج بعجز جسدي يعيقهم عن إنتاج عملهم بنسبة (50%).

وتتمثل أهم أسباب الحوادث المرورية في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تؤدي إلى وقوع وفيات كان الانحراف المفاجئ، حيث تسبب في 143 وفاة، فيما تسببت السرعة الزائدة في وقوع 82 وفاة، ونتج عن عدم ترك مسافة كافية وقوع 76 حالة وفاة، كما انخفض عدد الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية المسجلة في العام الماضي، حيث بلغ عددها 6863 إصابة مقارنة بـ 7108 إصابات في عام 2014 مسجلة انخفاضاً بلغ 155 إصابة وبنسبة انخفاض بلغت 3.4% على مستوى الدولة. (البيان 13/3/2016).

الحوادث المرورية في الجزائر:

تخلف حوادث السير 13 قتيلا و 175 جريحاً كل يوم في المتوسط أي بمعدل 4500 قتيل سنوياً 3500 شخص بعاهات مستديمة. ويمثل الشباب وخاصة الذكور غالبية ضحايا هذه الحوادث ونظراً لأن مشكلة الحوادث المرورية تسبب تكاليف ضخمة يتكبدها المجتمع من خسائر في الأرواح ما بين وفيات وإصابات كذلك التلفيات في الممتلكات العامة والخاص وهذا ما ينعكس على الفاقد في الناتج الاقتصادي. (رحيمة حوالف، التكاليف الاقتصادية والاجتماعية لحوادث المرور في الجزائر)، (مجلة الباحث عدد 11/2012).

وأشارت إحصائيات للمركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، إلى أنه سنوياً يسجل 3000 إعاقة بسبب حوادث المرور، بما يعادل 35% من السكان قبل سنة 2000، (عمار شويمت، 2010 أحكام حوادث المرور والآثار المترتبة عليها في الشريعة الإسلامية، رسالة ماجستير، جامعة الحاج لخضر ـ باتنة الجزائر، ص 42).

وخلّفت حوادث الطرق منذ 2004 وحتى أواخر العام 2013 نحو 37 ألف قتيل ونحو 30 ألف مصاب بإعاقة دائمة، فيما يمثّل الشباب الفئة الأكبر بين ضحايا السير، لاسيّما بالنسبة للمرحلة العمرية بين 24 و35 عاماً التي تمثل نحو 37 في المئة من الضحايا بسبب عدم احترام قواعد المرور.

وكشف رئيس مصلحة جراحة العظام بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة الجزائر البروفسور زبير قارة، عن أنّ (حوادث السير تخلّف 20 ألف جريح سنوياً يبقى 12 في المئة معاقاً مدى الحياة، ما يمثّل أعباء ثقيلة جداً على موازنة الدولة التي تتكفّل بتسيير مخلّفات الإعاقة) (البيان الإماراتية 30/8/2014).

ويشير رزاق محمد نبيل الأمين العام للاتحاد الوطني للمعوقين الجزائريين في موقع صحيفة الجزائر الإلكتروني، أن الاتحاد الوطني للمعوقين الجزائريين على مستوى ولاية الجزائر يحصي 625 عضوا معاقاً كلهم من ضحايا حوادث المرور.

الحوادث المرورية في السودان:

بحسب إحصائيات الإدارة العامة للمرور فإن مؤشر عدد وفيات حوادث السير في السودان قد بلغ (4.97%) والتي تمثل خمس وفيات لكل (100.000) نسمة تقريباً خلال العام، ومؤشر عدد وفيات حوادث السير لكل 10.000 سيارة بلغ (62.02)، وهذا يعني أن هناك 62 حادثا تقريبا لكل 10.000 سيارة. (منشور في موقع الصحافة للمراسلة:

http://www.alsahafasd.net/details.php?articleid=15148)

وقد أعلنت وزارة الداخلية عن استراتيجية نفذتها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لخفض نسبة الحوادث المرورية ونشر ثقافة السلامة بتضمين منهج التربية المرورية بالمنهج التعليمي لمرحلتي الأساسي والثانوي، وكشفت عن وفاة 2000 ألفي مواطن سنوياً بالبلاد وإصابة (4) آلاف آخرين بالأذى والإعاقات بسبب الحوادث المرورية (صحيفة اخر لحظة، نشر بتاريخ 19/7/2013).

الحوادث المرورية في سلطنة عُمان:

أكدت دراسة مسحية صدرت مؤخرا أن نسبة الإعاقة بين الشباب العمانيين بلغت حوالي 2%، وأضافت النشرة الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن حوالي 15% من إجمال العمانيين ذوي الإعاقة هم شباب، كما أشارت الدراسة المسحية إلى أن ما يزيد عن ثلاثة أخماس الإعاقات بين الشباب ناجمة عن أسباب خلقية وربعها يعود لأسباب مرضية، في حين بلغت نسبة الإعاقات المنتشرة بين الشباب الذكور والتي كان سببها حوادث سير (7%).

موقع صحيفة الزمان http://www.azamn.com/?p=15225

الحوادث المرورية في المغرب:

سنويا يسقط زهاء 55289 شخصاً ضحية حوادث السير، بينهم 3822 قتيلاً و84905 من الجرحى. وبلغة الأرقام دائماً تقع يومياً 151 حادثة سير تخلف 11 قتيلاً و232 جريحاً، دون الحديث طبعاً عن أعداد المعاقين واليتامى والأرامل بسبب غياب إحصائيات في هذا المجال. (جريدة المساء الصحافي، أبريل 25،  2015 العدد 2666 http://www.almassaepress.com)

الحوادث المرورية في مصر:

وفي مصر تؤدي حوادث الطرق إلى إزهاق حياة 8000 شخص سنوياً؛ فيما يعاني آلاف آخرون من الإعاقات البدنية نتيجة لهذه الإصابات. وتقع نصف أعداد الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق بين راكبي السيارات، بينما يمثل المشاة حوالي 20% من هذه الوفيات. وأعلى المعدلات تقع بين صغار البالغين. ويظهر التقرير العالمي للسلامة على الطرق (لعام 2009) أن معدل الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق في مصر من أعلى المعدلات عالمياً – إذ يصل إلى 41،6 لكل 100،000 نسمة – ومن المتوقع ارتفاعه خلال العقدين القادمين. (نشر في http://weladelbalad.masrawy.com بتاريخ 26-8-2014).

من الإحصائيات السابقة يتضح لنا خطورة ما ينتج عن الحوادث المرورية وما تسببه من خسائر في الأرواح، وإصابة نسب كبيرة من الأفراد بإعاقات دائمة، وما يترتب على ذلك من آثار اجتماعية واقتصادية تنعكس على الفرد والمجتمع نلاحظها فيما يلي:

الآثار الاجتماعية.

لقد أسهمت حوادث الطرق بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى في تزايد بعض الفئات الاجتماعية المعالة كحالات العجز، اليتم، الترمل، الطلاق وحالات أخرى، ويشكل الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 44 سنة أكثر من نصف جميع الوفيات الناجمة عن حوادث المرور على الطرق، أضف أن 73% من المتوفين هم من الذكور، ويكون الأفراد الذين تشملهم هذه الفئة العمرية في أكثر سنوات عمرهم إنتاجية وقدرة على الكسب، لذلك تعاني أسرهم مالياً حين يقضون نحبهم أو يصابون بالعجز.

وتقع أسر كثيرة في براثن الفقر الشديد من جراء فقدان العائل، ناهيك عن عبء رعاية الأفراد المصابين بالعجز بسبب إصابتهم في حوادث الطرق.

وعلى الرغم من أن للحوادث المرورية تكلفة اقتصادية هائلة بسبب ما ينتج عنها من أضرار مادية، إلا أنه من الصعب احتساب تكلفة الأضرار الإنسانية بدقة، إذ كيف يقاس تكلفة وفاة معيل لأسرة فيها الأطفال والنساء والشيوخ، وكيف يقاس الألم والمعاناة والحزن الذي يتعرض له أهل الفقيد أو المصاب نتيجة الحادث المروري، وكيف تقاس إنتاجية الفقيد فيما تبقى من عمره لو كتبت له الحياة، خاصة لو عرفنا أن قرابة 50% من السائقين هم من العناصر الشابة والمنتجة الذين تتراوح أعمارهم بين 25 ـ 40 سنة ويتأثرون تأثيراً كبيراً بحوادث الطرق.

الآثار الاقتصادية

إن أكثر الفئات إنتاجية في العمل تلك التي تتراوح أعمارها ما بين 20 ـ 44 سنة، وما يؤسف له أنها أيضاً الأكثر تضرراً من جراء الحوادث المرورية على الطرق وفيات أو إصابات أو عجز، ومن ثم تكون الآثار السلبية على فقد إسهامات وجهود هذه الفئة العمرية الفاعلة، ضارة وذات تأثير بتنمية واقتصاديات الدول، وتتمثل الخسائر الإنتاجية الحقيقية في قيمة المكاسب المفقودة للمتوفي أو المصاب، فضلاً عن ارتباطها بالتكاليف الطبية في العلاج، فقد تكون ضخمة إلى حد مخيف، وغالباً إذا ما استمر العلاج لوقت غير معلوم بالنسبة للحالات شديدة الإصابة أو العجز المستديم وتلك الحالات تتطلب الرعاية الطبية طويلة الأمد، وإعادة التأهيل بشكل مباشر وغير مباشر.

وعن الآثار الاقتصادية لحوادث المرور والسلامة المرورية يرى محمد الجاك أستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم، أن قطاع النقل من القطاعات المهمة في الاقتصاد السوداني، مشيراً الى أن الحوادث المرورية لها آثار اقتصادية واجتماعية، فهي تؤدي إلى فقدان بعض الأرواح وتعطيل بعض الأشخاص من أعمالهم، والتي هي بالطبع لها انعكاسات على رأس المال البشري والتنمية البشرية في الجانب الآخر، وفيما يختص بالآثار الاقتصادية غير المباشرة قال الجاك في حديث سابق لـ «الأخبار»، تؤدي حوادث الطرق إلى ضياع الطاقات البشرية عند ارتفاع معدلات الوفيات، أو تزايد عدد المصابين جراءها بأنواع مختلفة من العجز والإعاقة، التي تؤثر على الفرد وتحد من قدراته المختلفة، وما يصاحبها من أزمات ومشاكل اجتماعية واقتصادية ونفسية. وهكذا تؤدي الحوادث إلى هدر في أهم عنصر من عناصر الإنتاج.

الوعي المروري: وأهمية التوعية بخطورة الحوادث المرورية:

قد يكون الوعي المروري هو معرفة قائد السيارة بقواعد وتعليمات المرور وآدابه أو معرفة المشاة أو مستعملي الطريق لقواعد وآداب المرور وأماكن عبور المشاة، وقد أشار د. راضي عبد المعطي السيد -(الآثار الاقتصادية لحوداث المرور)، مركز الدراسات والبحوث، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، 2008، ص 23، في دراسته للمفهوم الاقتصادي للوعي المروري حيث أشار إلى أن الوعي المروري من الناحية الاقتصادية يعني الإلمام بقواعد المرور إلماما يحول دون وقوع الخطر المحتمل نتيجة استعمال الفرد للمركبة التي يقودها، أو يقلل من قيمة الضرر الناتج عن الاستخدام غير الواعي مرورياً لها بالشكل الذي يحد من الخسائر البشرية والمادية نتيجة الحادث. كما أشار إلى أن عناصر الوعي المروري تتمثل في:

  •  العلم بقواعد المرور وأنظمته: وهي تلك القواعد المرورية التي يتحقق من خلال العلم بها الوعي المروري لدى الأفراد، تصاغ على شكل تشريعات قانونية صادرة عن السلطة التشريعية في الدولة ويلتزم بها كافة الأفراد وتوقع عليهم العقوبات في حالة مخالفتها.
  •  الوعي بأخطار استعمال المركبات: فعلى الرغم من أن السيارة آلة اخترعها الإنسان من أجل الوصول إلى الراحة والسهولة والسرعة في التنقل والحركة، إلا أن استعمال هذا الاختراع من قبل الإنسان أصبح محفوفاً بالأخطار والضرر عليه وعلى غيره من البشر. وقد أشار عادل عز، محاضرات في المؤتمر الدولي لحوادث المرور وتأثيرها في اقتصاد الدول النامية، القاهرة 1989م إلى أن الخطر في استعمال الإنسان للمركبات يتمثل في نوعين:
    • الخطر البحت: وهو ذلك النوع من الأخطار الناتجة عن استعمال الإنسان للمركبات ولا يستطيع أن يتدخل بإرادته لمنع وقوعها وذلك كالحوادث التي يكون سببها قائد المركبة الأخرى. (خطأ الغير).
    • الخطر المحتمل: وهو ذلك الخطر الذي قد يكون وقوعه متوقفاً على أشياء إرادية لقائد المركبة ويستطيع أن يحول دون وقوعه أو تقليل الضرر الناتج عن وقوعه إذا ما اتخذ ما يكفي لذلك من التدابير الوقائية التي تحول دون وقوع الحادث أو تحد من خطورة آثاره.

جهود دولة الإمارات لتحقيق السلامة المرورية:

تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة شبكة كبيرة من الطرق، والتي تتميز بمطابقتها للمعايير والأنظمة المتعارف عليها دولياً. مما يستبعد عامل سوء الطرق من معادلة العوامل المسببة للحوادث المرورية، وتتوقف أسباب الحوادث على العامل البشري (سائق كان أم مشاة)، وتتمثل أهم أسباب الحوادث المرورية في الانحراف المفاجئ والسرعة الزائدة، وعدم ترك مسافة كافية. وقد سعت الدولة بجهود حثيثة نحو تكثيف جهود التوعية المرورية، والقيام بعدد من الحملات التوعوية هدفها زيادة الوعي بين مستخدمي الطرق نحو السلامة المرورية، والحد من الحوادث المرورية.

وفي إطار الجهود المبذولة للمحافظة على سلامة أفراد المجتمع، ولتقليل الحوادث المرورية وما ينتج عنها من وفيات وإصابات، فقد تركزت الجهود على:

  • التوعية المرورية:

أشار العقيد جاسم خليل ميرزا، في كتابه:حملات التوعية المرورية بشرطة دبي، ط1، دبي 2000، ص 8. إلى أن أساليب التوعية المرورية يجب أن تقوم على أسس وبرامج علمية تستهدف إثارة الوعي لدى الجماهير بالمشكلة المرورية ووضعها في منطقة الشعور بالنسبة للفرد غير الواعي بهذه المشكلة، وهو ما يطلق عليه علماء النفس (الإدراك) وهو الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأفكار السابقة التي ترسبت في ذهن الفرد بصورة لا يستطيع غالباً أن يتتبع بدايتها ولا تطورها ولا مصدرها.

وقد استخدمت إدارة المرور وسائل الإعلام المختلفة، منها الصحف والإذاعة والتلفزيون والمطبوعات المختلفة، وشبكات وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال رسالتها التوعوية لأكبر عدد ممكن من الأفراد، وبلغات متعددة، ووجهت جهوداً مباشرة من خلال إقامة ندوات وورش عمل في المدارس والجامعات وغيرها من المؤسسات كما أسهمت الحملات المرورية في زيادة التوعية المرورية على النحو الآتي:

الحملات المرورية:

انطلاقا من مبدأ المسؤولية التوعوية، وحرصاً على سلامة أفراد المجتمع، قامت إدارة المرور بتنفيذ عدد من الحملات المرورية التي تهدف إلى توعية السائقين بخطورة بعض الممارسات والأخطاء والسلبيات التي يرتكبونها، ومن هذه الحملات:

حملة (السرعة الزائدة):

أوضح مساعد القائد العام لشؤون العمليات اللواء المهندس محمد سيف الزفين، أن القيادة العامة ممثلة بإدارة المرور، بحثت أبرز أسباب حوادث السير، فتوصلت إلى أن السرعة الزائدة تتصدر العوامل المذكورة. (الرؤية 23/11/2015)، وتدعو الحملة السائقين ولا سيما فئات الشباب في المرحلة العمرية من 18 – 35 باعتبارها أكثر الفئات ارتكاباً لهذه المخالفات الخطيرة الى تجنب المخاطرة بحياتهم وتعريض حياة مستخدمي الطريق الآخرين لخطر الموت أو الاصابات البليغة لمجرد التهور في القيادة وتجاوز السرعات المحددة.

حملة (لا للتجمهر وأعط الطريق حقه):

تهدف هذه الحملة إلى توعية المشاة وسائقي المركبات بعدم التجمهر في الحوادث المرورية. مما يؤدي إلى عرقلة رجال المرور والإنقاذ من أداء مهامهم أثناء الحادث.

حملة (كن جزءاً من الحل وتجنب الوقوف في الصندوق الأصفر):

وتهدف إلى نشر رسائل التوعية عبر البرامج الإذاعية، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الطرق للوصول إلى السائقين، ودعوة السائقين إلى الالتزام بالقوانين لمنع الازدحامات والمحافظة على سلاسة الحركة المرورية. وزيادة وعي السائقين بمخاطر الدخول إلى الصندوق الأصفر من دون التأكد من خلوه، مما يمثل تهديداً لغيرهم، وقد سجلت شرطة دبي 233 حادثاً أسفرت عن وفاة ستة أشخاص وإصابة 203 آخرين، خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2015، نتيجة الوقوف في الصندوق الأصفر. (الإمارات اليوم 27/10/2015).

حملة (قف بجانبهم ولا تقف مكانهم):

الحملة تهدف إلى حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وعدم التعدي على مواقف السيارات المخصصة لهم في الأماكن العامة، اشتمل برنامج الحملة على توعية مستخدمي الطرق عبر قنوات التواصل الاجتماعي، والتوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة بعدة لغات عربية وهندية وانجليزية، وتوزيع كتيبات التوعية، وإقامة معرض مروري.

حملة (قرارك يحدد مصيرك):

وتأتي ضمن فعاليات أسبوع المرور الخليجي الــ 32، وتهدف إلى زيادة الوعي بخطورة حوادث السير وما ينجم عنها من وفيات وإصابات بليغة.

هدفت هذه الحملات المرورية إلى زيادة توعية وتحفيز السائقين ومستخدمي الطرق واستثارتهم نحو تبني اتجاهات تعمل على تغيير السلوك نحو استخدام آمن للطرق. والحد من الممارسات الخاطئة للتقليل من مخاطر التعرض للحوادث المرورية والحد من آثارها.

  • الضبط المروري:

وهو خاص بمحتويات قانون المرور ومخالفاته، وقد تم استخدام نظام النقاط السوداء، حيث يكون التركيز على السائق وسلوكياته. كما أن استخدام الرادارات الحديثة واستخدام كاميرات المراقبة ساهمت بشكل كبير في ضبط سلوكيات السائقين، وبالتالي خفض نسبة الحوادث، كما أن تواجد الدوريات المرورية خاصة أوقات الازدحام ساهم بشكل فاعل في التقليل من الحوادث. كما تشمل عملية الضبط المروري فحص الحالة الفنية للطرق والمركبات ووسائل النقل العام، والتشديد على معدات السلامة المجهزة في المركبات (أحزمة الأمان، طفاية الحريق، مقاعد خاصة بالأطفال..).

  • التوسع في استخدام وسائل النقل الجماعي:

تلعب مؤسسة المواصلات العامة دورا حيوياً وبارزاً في تشغيل منظومة النقل الجماعي بدبي وركيزة أساسية في قاعدة الخدمات التي تقدمها هيئة الطرق والمواصلات إلى الجمهور من مختلف شرائح المجتمع، من خلال خدمات متطورة ترتكز على أرقى المعايير العالمية المتبعة في هذا المجال وذلك من خلال وسائل النقل الجماعي التي تشرف على تشغيلها في دبي، والعمل على جذب المزيد من الجمهور من مواطنين ومقيمين وزوار وسائحين وتشجيعهم على استخدام وسائل المواصلات العامة في الإمارة من خلال حافلات هي الأكثر تطوراً وأماناً على مستوى العالم.وذكر سعادة مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات بدبي أن عدد مستخدمي مترو دبي بخطيه الأحمر والأخضر في النصف الأول من العام 2015 بلغ 88 مليوناً و252 ألفاً و34 راكبا، أما عدد مستخدمي حافلات المواصلات العامة في النصف الأول من العام الجاري فبلغ 66 مليوناً و500 ألف و269 راكباً. كما أن وسائل النقل البحري التي تشمل العبارات والباص المائي والتاكسي المائي وفيري دبي نقلت في النصف الأول من العام الجاري سبعة ملايين و492 ألفا و529. (وكالة انباء الإمارات 25/07/2015).

قطاع النقل المدرسي:

يستهدف تنظيم النقل المدرسي ضمان تنقل آمن وسهل لجميع الطلاب في إمارة دبي، عبر إلزام المدارس بمواصفات خاصة للحافلات المدرسية وسائقيها، وأن يكون السائق حاصلاً من المؤسسة على تصريح (سائق حافلة مدرسية) ساري المفعول. كما أصدرت المؤسسة الدليل الإرشادي للنقل المدرسي. ومن المقرر أن تعقد المؤسسة مؤتمر ومعرض النقل المدرسي، المعرض الوطني الأول المتخصص في النقل الآمن لطلاب المدارس، في 25 أبريل 2016 في دبي.

وقدمت مؤسسة المواصلات العامة منذ بدء تطبيق قانون النقل المدرسي في عام  2009وحتى يناير 2011 التدريب المجاني، بالتعاون مع المعهد السويسري للسلامة المرورية، لأكثر من 5 آلاف سائق حافلة مدرسية، ليصبح إجمالي عدد السائقين الحاصلين على (تصريح قيادة حافلة مدرسية)، بعد أن تلقوا تدريباً من إدارة شؤون سائقي أسطول الحافلات بمؤسسة المواصلات العامة 7575 سائقاً.

وفي سعي المؤسسة نحو ضمان سلامة الطلاب، تنفذ المؤسسة الدورات التدريبية للسائقين بهدف إعدادهم الإعداد الأمثل لقيادة الحافلات المدرسية وتقديم هذه الخدمة بما يتناسب والمعايير العالمية. وتعرف الدورات السائقين بمسؤولياتهم تجاه الطلبة ومستخدمي الطريق، وتدربهم على القواعد الأساسية لقيادة الحافلة المدرسية، والقواعد الآمنة لركوب ونزول الطلبة منها، كما توعيهم بالمخاطر التي تحيط بمناطق المدارس والناتجة عن حركة الحافلات والطلبة في وقت ومكان واحد، والقواعد الأساسية للإسعافات الأولية مثل التعامل مع (الحروق، الجروح، الكسور وغيرها( وتوضيح وتحديد مسؤوليات السائق تجاه الطلبة.

  • الطرق:

تولي مؤسسة المرور والطرق مسؤولية تخطيط وتصميم وتنفيذ وصيانة شبكة الطرق، ووضع البرامج المرورية والتثقيفية وإعداد السياسات والتشريعات والمعايير الفنية بما يضمن طرقاً سهلة ووصولاً آمناً للجميع. وتتألف المؤسسة من مكتب الجودة والصحة والسلامة والبيئة وإدارات تنفيذية تعمل على تحقيق رؤية ورسالة الهيئة من خلال توليها لمهام تطوير وتنفيذ أنظمة ومتطلبات المرور والطرق في إمارة دبي. وهذه الإدارات هي: إدارة المرور، إدارة الطرق، إدارة صيانة الطرق ومنشآتها، إدارة المواقف. (موقع هيئة الطرق والمواصلات).

التوسع في إنشاء جسور المشاة:

يهدف التوسع في إنشاء جسور المشاة بالدرجة الأولى إلى ضمان سلامة المشاة، والتقليل من حوادث الدهس، وإلى انسياب الحركة المرورية، وقد اعتمد مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات تنفيذ 10 جسور للمشاة في عامي 2016 و2017، موزعة على عدد من المواقع الحيوية في إمارة دبي، وبذلك سيرتفع عدد جسور المشاة إلى 120 جسراً في عام 2017. تم اختيار مواقع إنشائها بناء على دراسات مرورية تعتمد على كثافة حركة السكان بين جانبي الطريق، وفي المناطق التي تتركز فيها الأسواق والمؤسسات، وفي المواقع التي تسجل فيها نسبة كبيرة من حوادث الدهس. وقد أسهم إنشاء هذه الجسور في التقليل من نسبة حوادث الدهس في دبي. (وام 1/8/2015).

جمعية الإمارات للسلامة المرورية:

تشكلت الجمعية في 7 يناير 2002 من أعضاء متطوعين يمثلون كافة شرائح وقطاعات المجتمع المهتمة بالسلامة المرورية. وتمثلت رسالتها في تأمين سلامة مستخدمي الطريق والمساهمة في تخفيض الحوادث المرورية إلى الحد الأدنى والارتقاء بالسلوك المروري وغرس ثقافة السلامة المرورية والاستخدام الآمن للطريق لدى الناشئة وأفراد المجتمع. وإقامة المؤتمرات والندوات الدولية للسلامة المرورية. وتهدف إلى الحفاظ على الأرواح والممتلكات من مخاطر الحوادث المرورية، ونشر الوعي المروري، ومساندة جهود الدولة في تنفيذ استراتيجيتها للسلامة المرورية.

نخلص من ذلك إلى أنَّ الحوادث المرورية من أهم الأسباب المكتسبة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالإعاقة حيث:

  • حوادث الطرق تقتل حوالي 1.2 مليون نسمة سنوياً، وتؤدي إلى إصابة وإعاقة 50 مليون نسمة على مستوى العالم.
  • في الجزائر خلّفت حوادث الطرق منذ 2004 وحتى أواخر العام 2013 نحو 37 ألف قتيل ونحو 30 ألف مصاب بإعاقة دائمة.
  • وفي السودان يُقتل (2) ألف مواطن سنوياً بالبلاد وإصابة (4) آلاف آخرين بالأذى والإعاقات بسبب الحوادث المرورية.
  • وفي سلطنة عمان: بلغت نسبة الإعاقات المنتشرة بين الشباب الذكور والتي كان سببها حوادث سير (7%).
  • السعودية: تفقد سنوياً أكثر من 7 آلاف شخص بسبب الحوادث المرورية، فيما تصل الإصابات إلى أكثر من 40 ألف إصابة، 30% منهم يعانون من إعاقات دائمة.
  • يمثّل الشباب الفئة الأكبر بين ضحايا السير، لاسيّما بالنسبة للمرحلة العمرية بين 24 و35 عاماً.
  • تتسبب الحوادث المرورية في خسائر بشرية كبيرة (وفيات، إصابات، عجز جزئي أو كلي) على مستوى دول العالم، بالإضافة إلى خسائر اقتصادية واجتماعية تصل إلى مليارات الدولارات.
  • كما يتضح لنا أيضا جهود دولة الإمارات في مجال التوعية المرورية، وتنفيذ عدد من الحملات المرورية الهادفة إلى تحقيق السلامة المرورية، وخفض نسب الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث، وهو ما تحقق بالفعل من خلال انخفاض هذه النسب، وقد كشفت الإدارة العامة للتنسيق المروري في وزارة الداخلية أن الإمارات تعتبر الأولى خليجياً في خفض وفيات الحوادث المرورية، حيث انخفض مؤشر الوفيات لكل مئة ألف من السكان إلى 5.99 وفيات في 2015 مقابل 6.31 وفيات في 2014. كما انخفض عدد الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية المسجلة في العام الماضي، حيث بلغ عددها 6863 إصابة مقارنة بـ 7108 إصابات في عام 2014 مسجلة انخفاضاً بلغ 155 إصابة وبنسبة انخفاض بلغت 3.4% على مستوى الدولة. (البيان 13/3/2016).
  • إن السلامة المرورية مسؤولية مجتمعية، تبدأ من الأسرة، والمدرسة، وأفراد المجتمع، ومؤسسات الإعلام، والجمعيات التي تسعى لغرس ثقافة السلامة المرورية، وتنتهي بالجهات المسؤولة عن وضع وتنفيذ السياسات التي تضمن تحقيق السلامة المرورية. ونشر ثقافة التوعية المرورية، وضمان الالتزام بالقواعد المرورية. إن كل هذه الجهود إنما تهدف إلى تحقيق السلامة المرورية والحفاظ على أمن وسلامة مستخدمي الطرق، والتقليل من الحوادث المرورية والحد من آثارها التي تهدد حياة الأفراد بالوفاة أو الإصابة بالإعاقة.

 

TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *